كتب الفنان مصطفي شعبان:
لا تعتبروه نعياً ولا برقية عزاء، فنحن لا نكتب للشهداء سوى رسائل الصبر.. صبر نطلبه من السماء ليجعلنا نتحمل ما لا طاقة لنا به، وصبر نتمناه للأهالى الذين فقدوا ابتسامة أبنائهم وأهاليهم فى ليلة عيد حولها الإرهاب الأعمى إلى ليلة حزن.
الدماء التى سالت أمام كنيسة "القديسين" فى الإسكندرية ليلة رأس السنة ليست فى حاجة إلى تعازى أو كلمات المجاملة المعهودة "شد حيلك" و"البقية فى حياتك" و"معلهش" و"ياحرام".
الدماء التى سالت فى الإسكندرية، وغطت أسوار الكنيسة لن تمحوها برقيات التعازى أو الأغانى أو الشعارات، فقط ستذهب آثارها حينما يدرك كل منا أن الذين تطايرت أشلاؤهم، والذين راحت أرواحهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، هم إخوة يسيرون معا فى نفس الشوارع، ويأكلون معا من نفس الطبق، ويتربطون بصلات نسب ومصاهرة قد تبدو بعيدة ولكنها موجودة، ستذهب آثار تلك الدماء حينما يشعر كل مسيحى فى مصر أن الوجع الذى يملأ قلبه يملأ قلوب المصريين جميعا، وأن الدموع التى فاضت بها عينه نزل ضعفها من عيون المصريين جميعا.
لا شىء أتمناه الآن أكثر من أن أضع يدى على كتف كل واحد من أهالى الضحايا، وأخبره أنى معه أشعر بهمه وألمه وحزنه، لا شىء أتمناه الآن أكثر من "الطبطبة" على كتف كل أم وكل أب فقد ابنه ليلة رأس السنة بسبب قنبلة إرهابى جهله أكثر من علمه، وتطرفه لم يترك فى قلبه مساحة لأى سماحة أو رحمة.
لكم يا أهل ضحايا حادث كنيسة "القديسين" الصبر والسلوان، ولنا نحن أيضا صبر مضاعف على خسارتنا الفادحة، وعلى آلامنا وأوجاعنا، نحن أبناء الوطن الواحد، على ما يحدث لهذا الوطن.
0 تعليقات: