يجب علي كل قبطي أن يعرف إنه ليس ضيفاً في هذه البلد، وإنه ليس فرداً في أقلية عددية، فالأقباط هم أصحاب البلد الأصليين، ومصر هي بيتهم الذي يجب أن يتمسكوا به ويستميتوا في الدفاع عنه.
ليُصر من يُصر علي أن مصر دولة إسلامية، إتركوه يستميت في إلباس مصر الطابع الإسلامي، ليسير في الشوارع هاتفاً "إسلامية إسلامية مصر هتفضل إسلامية"، ليعتلي المنابر صارخاً إنها إسلامية، وإذا أراد الغوص في البحار ليخبر الأسماك إنها إسلامية فليفعل، إتركوه ولكن واجهوه .
لنواجه صوته العالي بالصوت الهادئ، لنواجه وجهه العابس بإبتسامة، عاجلاً أم آجلاً ستضعف أحباله الصوتية من شدة الصراخ، وبصوتنا الهادئ سنستمر في المواجهه، وأسماكه التي أخبرها سيأتي يوما وتُؤكل.
ولا يصح إلا الصحيح ..
كما إنتهت الحقبة الفرعونية وكما إنتهت الحقبة القبطية وغيرهما، كذلك إنتهت الحقبة الإسلامية، نعم إنتهي العصر الإسلامي ..
بعيداً عن التسميات السياسية فمصر الآن مصرية وليست إسلامية ولا عربية، وهذا دون الدخول الي أعماق التاريخ والتنقيب بداخلة بحثاً عن أدلة فالأمر واضح وضوح الشمس.
وقولي أن مصر ليست إسلامية ليس لأنني قبطي فهناك الكثير من المسلمين يرفضون وصف مصر بإنها إسلامية عربية ..
يحزنني بشدة أن أجد أشخاص غاضبون وثائرون بعد حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، غاضبون ليس علي الشهداء وليس بسبب الوحشية والهمجية التي حدثت، بل غاضبون من الهتاف باسم الصليب تحت سماء مصر مستنكرين ذلك بشدة قائلين ان مصر إسلامية!!
هل تقدمنا فكرياً أم تأخرنا ؟ .. لقد تأخرنا بل أصبحنا متخلفين ففي عام 2011 م يستنكر شخص هتاف المظاهرات بالصليب، بينما حدث ذلك عام 1919 م ، لقد هتف الشيخ والقس والشعب كله بالهلال والصليب ..
أود أن أمتلك آلة الزمن لأُرسل هؤلاء لعام 1919 م ليقولوا رأيهم هذا، فماذا سيكون رأي شيخ من شيوخ 1919 في حديث شيخ من شيوخ 2011 م ؟! سؤال لا يحتاج لإجابة، فالإجابة ستشعر الأحياء بالخجل..
لقد كانوا رجال دين إسلامي ومفكرين وفقهاء ولم يستنكروا الهتاف بالهلال والصليب !!..
العالم ركب قطار التقدم ونحن ركبنا قطار التخلف، هل نكره أنفسنا لهذه الدرجة؟! ،بدلاً من أن تلقن طفلك دروس تكفير الاقباط ، لقنه درساً في رقي الفكر، بدلاً من ان تصرخ في وجه طفلك اذا لعب مع طفل مسيحي ، علمه كيف يحب الجميع .. لقنه علماً ولا تلقنه جهلاً ..
العلم يرفع بيتاً لا عماد له ** و الجهل يهدم بيت العز و الشرف
1 تعليقات:
nice article